top of page
  • صورة الكاتبintaj support

هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى استبدال الصحفيين؟

تاريخ التحديث: ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣


روضة الكيلاني  - المستقبل الرقمي


أطلقت "مبادرة غوغل للأخبار" بالتعاون مع قسم الصحافة في جامعة لندن للاقتصاد بالأمس ندوة حول نتائج استطلاع عالمي يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على صناعة الأخبار.

وتمثل هذه الندوة خطوة هامة نحو فهم أوسع لكيفية تبني وسائل الإعلام العالمية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على عملها اليومي.

السؤال الرئيسي الذي طُرِح خلال هذه الندوة هو: "هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الصحفيين؟" وقد أثار هذا السؤال قلقًا وتساؤلات بين العديد من الحاضرين، الذين كانوا يمثلون غالبية الصحفيين والباحثين في مجال الإعلام.

أجاب عدد من خبراء الإعلام البريطانيين على هذا السؤال بعد تقديم نتائج الاستطلاع الذي أُجري، والذي تم تنفيذه بواسطة البروفيسور شارلي بيكيت من كلية لندن للاقتصاد، بالإشتراك مع الإعلامية ميرة ياسين.

شملت الدراسة 105 مؤسسة إعلامية في أكثر من 46 دولة حول العالم، وكانت تسعى لفهم كيفية استخدام هذه المؤسسات لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ورؤية الصحفيين لهذه التقنيات، وموقفهم منها.

أظهرت نتائج الدراسة اختلافًا واضحًا في القدرات واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين وسائل الإعلام في الدول الغنية مقارنة بنظيراتها في الدول النامية. حيث تظل الفجوة موجودة فيما يتعلق بالوصول إلى هذه التقنيات والاستفادة منها، وأشارت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام في الدول الغنية ستستفيد أكثر اقتصاديًا وتقنيًا من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بسبب توافر البنية التحتية الملائمة، بينما ما زالت الدول النامية تعاني من تحديات اجتماعية واقتصادية وثقافية.

وتظهر نتائج الاستطلاع أن 75% من المشاركين في الدراسة استخدموا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عملهم الصحفي على الأقل مرة واحدة.

والجدير بالذكر أن ثلث غرف التحرير التي شملها الاستطلاع أكدت أنها وضعت استراتيجيات لاستخدام هذه التقنية، وأنها مستعدة لمواجهة التحديات التي قد تطرحها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على غرف التحرير.

ومن ناحية أخرى، عبّر 60% من الصحفيين عن مخاوفهم من عدم احترام برامج الذكاء الاصطناعي لأخلاقيات ممارسة الصحافة. وقد أثاروا تساؤلات حول كيفية ضمان الدقة في نقل المعلومات والحفاظ على التوازن والحيادية والشفافية، دون أن تتحول هذه التقنيات إلى وسيلة لنشر الأخبار الزائفة والتحريض على العنف.

ويُظهر الاستطلاع أيضًا أن 80% من الصحفيين يرون أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا أساسيًا من العمل الصحفي في المستقبل، وسيدخل جميع غرف التحرير. وهذا ما يجعل من الضروري على الصحفيين التحضير لهذه المرحلة واستيعاب التغيرات المتوقعة.

وفي تصريحاته، أكد البروفيسور شارلي بيكيت أن "الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الصحفيين، وإنما سيكون مساعدًا لهم. يجب على الصحفيين استغلال الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، وعليهم التحضير للتغيير الذي لا مفر منه". وأضاف أن هناك تيارين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، أحدهما يخشى من تأثيره السلبي على مهنة الصحافة والآخر يعتبره مجرد مساعد في العمل الصحفي، وهذا الاعتقاد هو الأكثر صواباً.

توقع البروفيسور البريطاني أن الذكاء الاصطناعي سيكون مفيدًا للصحفيين في الدول النامية، وخصوصًا بالنسبة للصحفيين الذين يعملون على التحقيقات الصحفية. ودعا الصحفيين في تلك المناطق إلى تبادل الخبرات والمعرفة والتعاون من أجل تعزيز قدراتهم ومواجهة التحديات الناجمة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أما بالنسبة للصحفيين العاملين في بيئات صعبة تتضمن المراقبة الحكومية وتقييد حرية الصحافة، فإن الذكاء الاصطناعي قد لا يغير الواقع بشكل كبير. حيث سيظل على الصحفيين الذين يعملون في هذه الظروف مواجهة المخاطر التي تهددهم كما هو الحال دائمًا. وتشير الدراسة إلى أن بعض الحكومات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لنشر أخبار تناسب رؤيتها للأحداث، مما يزيد التحديات التي يواجهها الصحفيون في تلك البيئات.

ويمكن القول إن الذكاء الاصطناعي سيكون مساعدًا وليس منافسًا للصحفيين. سيكون له دور مهم في تحسين الأداء الصحفي وتوفير مساعدة في مجالات مثل جمع المعلومات والتحرير، ولكن الصحفيين سيظلون لهم الدور الأساسي في فحص وتحليل الأخبار وتقديمها بشكل أخلاقي ومهني.

٣ مشاهدات٠ تعليق
bottom of page